الأوقاف

التسامح: جسر المحبة والوئام ، درس بمديرية أوقاف أسيوط

درس للدكتورة شيماء صالح بعنوان :”قيمة التسامح “
=============================
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية، والشيخ أحمد كمال علي، مسؤول الإرشاد الديني ونشر الدعوة بالمديرية.
ألقت الواعظة الدكتورة شيماء صالح عبد الحميد درسًا بعنوان “قيمة التسامح”، الذي تميز بأسلوبه المؤثر وسرده العميق الذي لامس القلوب وأثّر في النفوس.
افتتحت الدكتورة شيماء حديثها بتسليط الضوء على مكانة التسامح في الإسلام باعتباره أحد أعمدة القيم الأخلاقية التي تبني المجتمعات وتحفظ استقرارها. وأشارت إلى قول الله تعالى: “وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى” (البقرة: 237)، مؤكدة أن العفو والتسامح ليسا فقط دليلًا على التقوى، ولكنهما أيضًا يجلبان رضا الله ويملآن القلوب بالسلام والطمأنينة. واستدلت كذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ” (رواه البخاري)، مما يبرز أن التسامح يحتاج إلى قوة إرادة وسعة صدر.
وقدمت الواعظة أمثلة حية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، تروي كيف جسّد أسمى معاني التسامح في حياته. وكان يوم فتح مكة هو المثال الأبرز، عندما قال لأهلها الذين أذوه وعذبوا أصحابه: “اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ”. وأوضحت أن هذا الموقف العظيم يعكس عفو النبي عند المقدرة، وهو تسامح يتطلب حكمة وشجاعة لا تُقاس. وتطرقت أيضًا إلى موقفه مع الأعرابي الذي جذبه بردائه بقوة، فواجه النبي تصرفه باللطف والحلم، ليعلمنا أن التسامح يعلو فوق كل إساءة.
ومن خلال استعراضها، أوضحت أن التسامح ليس فقط قيمة أخلاقية فردية، بل هو أداة قوية لبناء مجتمعات متماسكة خالية من الصراعات والأحقاد. ودعمت ذلك بقول الله تعالى: “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” (فصلت: 34)، مبيّنة أن الإسلام يدعو إلى مواجهة الإساءة بالإحسان، مما يفتح بابًا واسعًا للتصالح وتقوية العلاقات الإنسانية.
وألقت الضوء على أهمية تعزيز قيمة التسامح في عصرنا الحالي الذي يشهد تحديات كبيرة وانقسامات اجتماعية، مؤكدة أن التسامح هو الدواء الذي تحتاجه المجتمعات لتحقيق السلام والتعايش. وأشارت إلى أن التسامح لا يعني التنازل عن الحقوق، بل هو تصرف يعكس قوة الإنسان الداخلية ووعيه بأهمية التسامح في تحقيق السعادة والأمان للجميع.
اختتمت الدكتورة شيماء حديثها بدعوة صادقة لكل الحاضرين إلى تبني التسامح في حياتهم اليومية، سواء مع الأسرة أو الجيران أو الزملاء، مشددة على أن التسامح يبدأ بخطوة صغيرة ولكنه يصنع أثرًا عظيمًا. ودعت إلى الاقتداء بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وغرس هذه القيمة النبيلة في نفوس الأجيال القادمة.

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »